الخلافات الزوجية ؛ أطفال بين المطرقة و السندان
لا يكاد بيت يخلو من الخلافات الزوجية والمشاجرات أو حتى المناقشات بين الأب و الأم و لأتْفهِ الأسباب أحياناً.
لكن هذه الخلافات الزوجية تختلف حِدتها باختلاف عقلِية و تربية كل واحد منهما.
قد يعتقد بعض الآباء و الأمهات أن أطفالهم صغارٌ لا يفهمون أو لا يتأثرون بهذه الخلافات.
لكن على عكس ذلك تمامًا فالأطفال و حتى الرُضع منهم كالإسفنجة يَمتصون كل ما يُحيط بهم من حُب و حنان و كذلك يُحسون بالخلافات و يمكن أن تتأثر نفسيتهم وتلازمهم حتى في كِبرهم.
في هذا المقال سنلقي الضوء على تأثير الخلافات الزوجية على نفسية الأطفال و كيف نُجَنبهم مثل هذه الأمور.
هل ما يدورُ بيني و بين زوجي من خلافاتٍ طبيعي؟
حتمًا لا يسْلم كل بيتٍ من هكذا مناوشات و خلافات، ومهما كانت درجة تفاهم الزوجين و حبهما لبعض إلا أن لكلٍ منهما طريقة تفكيرٍ و منطق في الحياة لا يمكن لأي منهما التخلي عنه بسهولة.
قد تحدث الخلافات الزوجية على أمور جوهرية وقد تكون على أشياء بسيطة قد تكون نوقِشت في الزمان أو المكان الخطأ.
و ما قد يزيد الطِين بلَّة تدَخل أطرافٍ أخرى.
و الأسوء في كل هذا لو كانت المناقشات و الشجارات أمام سمعِ و مَرْأى الأطفال.
هل يتأثر طفلي بهذه الخلافات الزوجية ؟
أحدث الدراسات الأمريكية و التي أجريت على أطفال من 6 إلى 12 سنة و يعيشون في أجواء عائلية مشحونة بالخلافات و المشاجرات الزوجية ؛ أثبتت أن هناك نشاطًا دماغيًا غير معتاد أثناء نوم الأطفال و صراعات نفسية متضاربة تؤثر على نموهم و صحتهم النفسية، و تزيد من توترهم و معاناتهم.
وفي هذه الدراسة أثبت العلماء أن الأطفال الصغار يترجمون هذه الخلافات الزوجية و الشجارات على هَواهم فلا يعرفون ما يحدث حولهم سوى إحساسهم بعَدم الأمان.
و يكونون أكثر عرضةً لهذه الأحاسيسِ أثناء نومهم.
في أي عمر يدرك الأطفال ويفرقوا بين الكلام العادي و الشجار؟
يتأثر الأطفال بطريقة كلام الوالدين منذ سن 6 أشهر، و يستطيع الرضع أن يُفرقوا بين صوت كلٍ من الأب و الأم ، فلديهم القدرة للتمييز بين الأصوات أثناء الخلافات الزوجية و بين الأحاديث العادية.
كيف يمكن التصرف في حالة رؤية أو سماع الأطفال لهذه الخلافات الزوجية ؟
- إذا حدث و رأى الأولاد هذه الخلافات الزوجية و كثرة النقاشات و المشاجرات ، حاولا أن تحُلاها في نفس اليوم و أمام الأولاد، حتى يتعلموا أن بعد المشاجرة يوجد شيء اسمه المصالحة، وليترسَخ في أذهانهم هذا الأمر و لا تبقى فقط ذكرى المشاجرة، فتجدهم ينحازون لطرف دون الآخر.
ويبقى هذا الإحساس يلازمهم و تلك الصورة للخلاف لا تنمحي بسهولة أو لا تنمحي أبدا.
- وحاولا قَدْر الإمكان التحكم في أعصابكما حتى لا تتطور النقاشات البسيطة إلى مشاجرات و خلافات و حتى إلى اعتداء بالضرب، أو يصل الأمر إلى الطلاق.
اقرئي أيضا: الطلاق المبكر شبح يهدد حياتك
لذا يجب أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، و يُحل بينكما.
- تجنبا التلفظ بكلمات قد تجرح أحدكما و أطفالكما بالنتيجة هم الخاسرُ الأكبر.
ويبقى الحفاظ على نفسية الأطفال أهم شيء يمكن أن يساهم في نموهم و تطورهم بشكل طبيعي.
المصادر: