الطلاق المبكر شبح يهدد حياتك

0

قبل الزواج يكون لكل من الرجل والمرأة تصور مثالي لهذا الرابط الروحي، فيعتقد أن سعادته في اختياره لصاحبة الجمال الفاتن، الرشيقة، المبتهجة… وتعتقد هي أنها ستعيش السعادة بمجرد أن يكون زوجها غنيا ووسيما… وبما أني أحدثك أنتي عزيزتي، دعيني أقول لك، كوني واقعية، ولا تبني زواجك على قواعد واهية، الزوج ليس مجرد مظهر أو محفظة نقود متحركة.. حتى لا يكون الطلاق المبكر شبح يهدد حياتك، دعيني أضيئ لك بعض الزوايا من هذا الموضوع، نستهله بأهم الأسباب الكامنة خلف الطلاق المبكر، وكيفية الحفاظ على هذه العلاقة المقدسة.

أسباب تقف خلف الطلاق المبكر:

أصبح الطلاق حلا سهلا لقطع الصلة بين الأزواج لمجرد إختلاف بسيط وتافه، وذلك راجع لعدم فهم معنى الزواج من الأساس، فالرجل في ظل المغريات من حوله أصبح يتزوج ليشبع رغبته فقط، والفتاة في ظل تقدمها في السن تسعى للزواج بأي رجل خشية العنوسة، وبعد فترة قصيرة من الزواج قد لا تتجاوز في بعض الحالات بضعة أسابيع، يصيبهما الملل، وذلك لأن نية الزواج لم تكن واضحة ولم تهدف للبحث عن الإستقرار وبناء أسرة سعيدة.

  • مشكل التربية:

تعتبر التربية من بين أسباب انتشار الطلاق المبكر، حيث نجد في مجتمعاتنا العربية غياب تام لدور الأسرة في تلقين أبنائها أهمية الزواج وذلك بوضعه في الإطار الديني السليم لمعرفة قدسيته وما فيه من رحمة ومودة، والتأكيد على أن الزواج ليس مجرد إشباع جسدي فقط ولكنه حياة يتقاسمها الشريكين بكل ما يتخللها من عقبات ومصاعب، كما يجب التأكيد في تربية أبنائنا على مدى فظاعة الطلاق وما يترتب عنه من مشاكل، حتى لا يستهونه أبناؤنا في ظل ما يُروج له الإعلام الهدام والذي يعتمد على دس هذه الأفكار في البرامج والمسلسلات الموجهة للمشاهد العربي.

  • التعارف السطحى بين الطرفين: 

التعارف فى نطاق أسري محدود وفي إطار رسمي تقليدي يدفع بكل من المرأة والرجل إلى محاولة الظهور بالشخصية التى يفضلها الطرف الاخر وعدم اظهار الحقيقة و التكلف و ارتداء الاقنعة، خصوصا مع الإعتقاد السائد بأن فترة الخطوبة يجب أن تكون قصيرة إضافة إلى التضييق الذي تمارسه الأسرة على المخطوبين في هذه الفترة، يجعل من الصعب الوصول إلى ذلك التوافق الثقافي و الاجتماعي و الفلسفة الخاصة بطريقة الحياة بين الطرفين.

  • إنعدام الحوار قبل الزواج:

يجب أن تميزي عزيزتي الفرق بين طبيعتك كأنثى وطبيعة الرجل التي تختلف عنك تماما، لهذا لابد من الحوار وربط جسور التواصل. فقبل عقد قرانك بفارس أحلامك، يجب مناقشة العناوين العريضة لحياتكما الزوجية حتى لا تتفاجئي من أي قرارات صادمة في المستقبل. مثل الإنجاب وتأجيله لأسباب متعلقة باستكمال الدراسة أو الاستعداد بشكل جيد لتحمل مسؤولية الأطفال، إذ يفترض فتح نقاش بين الطرفين حول كل الأمور المشتركة بينهما، والتوصل إلى اتفاق قبل إتمام الزواج.

  • السنة الأولى من الزواج اصعب سنة في حياتك الزوجية:

ليس من السهل أن تتوافقي مع زوجك في كافة الأمور فلا بد أن تكون هناك نقاط اتفاق واختلاف، وتعتبر السنة الأولى من الزواج اصعب سنة في حياتك الزوجية، إذا مرت بسلام، ففد فزت بسعادتك وهنائك، أما إذا تشبث كل طرف برأيه، وبُنيت الحياة الزوجية على الأنانية وحب الذات بدلاً من التضحية والايثار، فلا شك أن الزواج سوف ينهار.

  • تدخل العائلة من أهم أسباب الطلاق المبكر:

من أهم أسباب وقوع الطلاق المبكر تدخل العائلة في الحياة الزوجية وذلك بسبب تقاسم الأسرار الزوجية مع أفراد العائلة، وهذا نابع عن عدم وعيكما بأن المنزل وكل ما يحمله من أسرار لابد ألا يعلمها شخص ثالث وأن تظل هذه الأمور بينك وبين زوجك.

  • الزواج المبكر يؤدي إلى الطلاق المبكر:

الزواج المبكر يؤدي غالبا إلى الطلاق المبكر وذلك لقلة الخبرة في أمور الحياة وانعدام التكافؤ والتوافق الاجتماعي والثقافي بين الزوجين، خصوصا إذا كنت من النوع الذي يحب اللهو والسفر والإستمتاع ولا تستطيعين التمييز بين الأمور التي يجب أن تطيعي زوجك فيها، وتلك التي يجب أن تعتبريها ناقوس خطر. كذلك عدم إدراك مسؤولية الزواج، وانتقال كل منكما من حياة مرفهة خالية من الالتزامات إلى واقع جديد يفرض عليكما تقديم بعض التنازلات قد يدفع بزواجكما نحو الطلاق.


اقرئي كذلك: تخلصي من الروتين والملل بضخ الحياة في علاقتك الزوجية.


كيف تحافظين على زواجك؟

لابد وان تعلمي ان نجاح العلاقة الزوجية يأتي مع الالتزام بمسؤليات الحياة، فقد أصبحت الحياة التي تجمع بينكما مختلفة تماما  عن حياة العزوبة التي عشتماها.

  • بادري إلى الاهتمام بزوجك:

لا تقللي من قيمة سؤال شريك حياتك عن تفاصيل يومه في العمل ,فهذه جماليات لابد وان تصبح روتين لحياتكما حاولي أن تجلسي يوميا رفقة زوجك واسأليه عن تفاصيل يومه واعطه المساحة الكافية كي يحكي لكي ما حدث معه، ومع استمرار الوقت ستجدينه هو من يبادر بسؤالك عن يومك، فالاهتمام والرعاية لابد وان تكون السمات الاساسية لعلاقتكما الزوجية.

  • عبّري عن رغباتك:

لا يسع الزوج أن يعرف ما تريدين الحصول عليه من دون أن تعبّري عن هذا بنفسك. إذاً، من الضروري أن تتوخّي الصراحة في إطار حياتك الزوجية، سواء على المستوى العاطفي أو العملي.

  • إحترمي أفكار شريكك:

نقصد بهذا أن تحترمي رؤية زوجك للأمور والأسلوب الذي يلجأ إليه لتنفيذ بعضها. لا نقصد بهذا الخضوع، بل السعي دائماً إلى إيجاد الحلول الوسط لكلّ القضايا والمواقف التي تواجهكما.

  • تخصيص هامش من الحرية:

الزواج لا يعني أن يمنع أيّ منكما الآخر من تنشق الهواء، العكس هو الصحيح، فكل منكما قد يرغب في قضاء بعض الوقت برفقة أصدقائه والأشخاص المقربين منه وفي أن يقوم بنشاطات يحبها بمفرده. ولتعلمي أن هذا الأمر يساعدك على الحفاظ عليه وعلى توازن حياتك الزوجية ومتانتها.

  • اعترفي بأخطائك:

لابد من وجود بعض الخلافات والمشكلات بينكما فهذا أمر طبيعي، وعند حدوث أي خلاف او مشكلة بينكما مهما كانت، اجعلي التفاهم أسلوب حياة بينكما كي تحافظوا على نجاح زواجكما لفترة اطول. فليس منا من لا تخطئ. إذاً، لا تخجلي من الاعتراف بخطئكِ والسعي إلى إصلاحه. ثم حاولي دائما إختيار الوقت المناسب للنقاش في أمر ما ,فالوقت له عامل كبير في كيفية انتهاء الخلاف.

حاولا تجنب كل ما من شأنه أن ينغص عليكما الحياة السعيدة وأحِبا بعضكما دون قيود او شروط او اتفاقات مسبوقة، فالحب علاقة غريزية لا تحتاج إلى ترتيبات معينة كي تتم، الحب يكمن في بساطة التعبير عن المشاعر والرغبات.

اترك رد