الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى بعد الولادة

سيكون من المريح لك أن تعرفي مسبقا كل شيء عن الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى بعد الولادة. إن معرفة ما يمكن حدوثه بعد الولادة ستساعدك لتشعري بالثقة في نفسك قدر المستطاع وسيعمل ذلك على تصحيح مجموعة من الأفكار التي تراودكي، خصوصا فيما يتعلق بإرضاع طفلك. الطريقة المثلى لإطعام الرضيع هي الرضاعة الطبيعية، إذ يعتبر حليب الأم غذاءً متكاملاً لاحتوائه على ما لا يقل عن 400 نوع من المغذيات من بينها الهرمونات والمركبات التي تحارب الأمراض والتي لا يوفرها أي حليب إصطناعي.

كيف يستعد جسمك للرضاعة الطبيعية؟

أثناء فترة الحمل يتهيأ جسمك للرضاعة الطبيعية. يعد وخز الحلمات وطراوة الثدي من العلامات المبكرة للحمل، وهو  أحد أسباب تضخم الثديين خلال هذه الفترة، حيث تبدأ قنوات الحليب وخلايا إنتاج الحليب بالتطور لديك ويتدفق مزيد من الدم إلى الثديين أكثر من السابق. وتجدر الإشارة إلى أن حجم الثدي قبل الحمل، ومدى نموه أثناء الحمل، لا علاقة له بقدرتك على النجاح في الرضاعة الطبيعة أم لا، إذ أن الحجم الصغير للثديين لا يقلّل فرصك في إرضاع طفلك رضاعة طبيعية.

عوامل مساعدة على الرضاعة الطبيعية:

دعم الزوج: من العوامل الرئيسية المساعدة على الإعداد للرضاعة الطبيعية هي مساندة زوجك ودعمه لك في قرارك بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية. من المرجح أن تبدئي الرضاعة الطبيعية، وتستمري في ذلك لفترة أطول إذا كان زوجك في صفك ويعرف بعض الأمور أيضاً عن الرضاعة الطبيعية.

ملامسة رضيعك: تساعد الملامسة المباشرة بينك وبين طفلك على بداية الرضاعة الطبيعية وتزيد طول الفترة الزمنية التي تقوم فيها الأمهات بالرضاعة الطبيعية.

وضعية الاستلقاء: تساعد وضعية الاستلقاء أثناء الرضاعة الطبيعية على إبداء ردة الفعل الغريزية لطفلك للبحث عن الثدي والرضاعة، وتساعده في العثور على الثدي، والتمسك به، والرضاعة منه.

إقرئي أيضا: نصائح لفطام طفلك 

نصائح لمساعدتك على الرضاعة الطبيعية:

إختاري الوضعية المريحة: الاستلقاء هو الوضع الأكثر راحة للأمهات اللاتي تردن الاسترخاء. حاولي الاستلقاء على جانبك، وضعي الطفل على جانبه بحيث تكون قدماه فى مواجهة قدميك. أياً كان الوضع الذي تختارينه، استخدمى وسادات لسند ظهرك وذراعك وساقك. يمكنك أيضاً وضع وسادة تحت طفلك لترفعيه إلى ثديك. تأكدى من رفع رأس طفلك أثناء الرضاعة (لا يجب أن يكون الطفل فى وضع مستقيم) لتجنب الإصابة بإلتهاب فى الأذن الوسطى.

إلتقاط الرضيع لحلمة الثدي: داعبي برفق شفاه طفلك السفلية بحلمة الثدي أو امسحي على خده بلطف بإصبعك، فعندما تفعلين ذلك، يكون رد فعل طفلك الطبيعى هو أن يفتح فمه. انتظري حتى يفتح فمه كما لو كان يتثاءب، ثم ضعي حلمة ثديك في فمه حتى يستطيع أن يمسكها بفمه. يجب أن يضع الطفل فى فمه الحلمة وجزءاً كبيراً من الهالة الداكنة الموجودة حولها. لا تنحنى أنت تجاه طفلك، ولكن خذيه هو تجاه ثديك.

تحلي بالصبر ولا تفقدي الأمل: تعد الأيام الأولى في الرضاعة الطبيعية فترة تعلم، فكما تتعلمين كيف ترضعين طفلك، يتعلم هو أيضاً كيف يرضع، لذلك قد تشعران أنتما الاثنان أحياناً بالغضب والتوتر. لذا حاولي أن تريحي طفلك وأن تتحلي بالصبر، لأنك عندما تتوترين، يتوتر هو الآخر.

من ناحية أخرى، يشعر بعض الأطفال أثناء الرضاعة بالراحة، فيستغرقون فى النوم. إذا حدث ذلك، بإمكانك هز ثديك فى فم طفلك برفق أو مداعبة ذقنه أو قدميه حتى يستيقظ ويستمر فى الرضاعة. فى كل الأحوال، لا يجب أن تتركيه يستغرق فى النوم، لأنه سيشعر بالجوع مرة أخرى وسيحتاج للرضاعة كل ساعة.

تفادي إلتهاب الحلمة: إن إمساك الطفل للثدي بشكل سليم أمر هام للغاية من أجل رضاعة فعالة، بينما الإمساك الغير صحيح يعد من الأسباب الرئيسية لالتهاب حلمة الثدي. إذا كان طفلك يصدر أصواتاً قوية، أو سمعت صوته يمص ولم تسمعيه يبلع، فهو إذاً لا يمسك بالحلمة بالطريقة الصحيحة. يجب أن تقطعي الرضاعة بلطف بإدخال إصبعك الصغير بين ثديك وزاوية فم طفلك واسحبي ثديك، ثم أعطيه إياه مرة أخرى. أما إذا نزعت ثديك من فم الطفل فجأة، من الممكن أن تلتهب الحلمة. سوف تشعرين بنغزة بعد دقيقة أو دقيقتين من بدء طفلك في الرضاعة، وهو مؤشر إلى بدء نزول الحليب.

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة القيصرية:

حتى لو تمت ولادتك بالجراحة القيصرية، ستكونين قادرة على حمل طفلك وضمّه إليك بعد الولادة مباشرة بمساعدة طبيبتك وبقليل من الصبر والمثابرة. قد يكون ذلك في غرفة العمليات أو في غرفة الإنعاش. من المحتمل أن يتجه طفلك نحو الثدي ويرضع، ويمكن أن يكتفي (أو تكتفي طفلتك) بشمّ الثدي ولعقه أو حكّه بأنفه، ويستريح قليلاً، ثم يحاول أن يرضع مرة أخرى لاحقاً.

قد يريحك أكثر أن تضعي جسم طفلك تحت ذراعك حتى لا يلمس جرحك، وأمسكي رأسه وكتفيه بيدك. يصلح هذا الوضع أيضاً إذا كنت تجدين صعوبة في جعل الطفل يتمكن من إمسك الثدي، حيث يكون الثدي في هذه الحالة في مواجهة الطفل مباشرةً، مما يسهل عليه أن يضع الحلمة وجزءاً من الهالة الداكنة المحيطة بها بطريقة سليمة في فمه.