كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب الموجود في الأسرة

0

الاكتئاب بمثابة ضيف ثقيل على الشخص المصاب والأسرة كاملة، فالكل يجاهد سواءاً لمعرفة كيفية التعامل مع مرض الاكتئاب نفسه أو كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب في الأسرة، فلا يصبح فقط المريض حزيناً ولكن يحزن من أجله الأصدقاء والأقارب، ومن هنا يبدأ كل من يهتم في محاولة تقديم المساعدة و لكن أكثر ضرر في تلك الحالة أن تقدم مساعدة بشكل خاطئ، لأن هذا قد يسبب مضاعفات أو نوبات غير مرغوب بها للمريض، كما يجب أن تبتعد تمامًا عن المزايدة على آلامه وحزنه فإذا أخبرك أنه حزيناً لا يجب أبداً الرد أنك أيضًا حزين ولكن يجب أن تنصت لأسبابه.

وإذا أردت حقًا مساعدته عليك أن تبدأ بالقراءة عن المرض ومعرفه ما هو وعلاجه وكيف تقنع المريض بضرورة العلاج وتلك النقاط هي التي سنقف أمامها في ذلك التقرير.

أولًا: ما هو مرض الاكتئاب؟

 

الاكتئاب هو مرض طبي شائع وخطير يؤثر سلبًا على شعورك بشكل عام، وطريقة تفكيرك وكيف تتصرف وتتعامل مع من حولك ونفسك. كما يسبب مشاعر الحزن و فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تعودت الاستمتاع بها، كما يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية ويمكن أن يقلل من قدرة الشخص على العمل سواء كان العمل المنزلي أو وظيفته بشكل عام.

 

يمكنك أيضاً الاطلاع على كيفية الرعاية و التعامل مع الأم أو الأب مريض الزهايمر بالضغط هنا

 

ثانيًا: كيف تتأكد من إصابة الشخص بالاكتئاب؟

تختلف أعراض الاكتئاب ما بين الأشخاص المصابين، فقد تكون الأعراض عادة حادة بما يكفي لتتسبب في مشكلات ملحوظة في البيت أو العمل أو العلاقات مع الآخرين.

على الجانب الأخر بعض الحالات تشعر بالبؤس العام والحزن دون سبباً واضحاً، أما في حالة الأطفال والمراهقين فتجده في صورة تعكر المزاج أو غرابة الأطوار وليس الحزن، وبشكل عام نجد فيما يلي أبرز الأعراض الشائعة..

  • الدخول في نوبات الغضب أو الإحباط حتى ولو لأسباب صغيرة قد تكون تافهة
  • سيطرة حالة من الحزن أو الانهيار في البكاء بشكل دائم.
  • فقدان الرغبة في الطعام وما يلحق به من فقدان بالوزن أو العكس تمامًا.
  • التعب من أقل مجهود يقوم به الشخص.
  • فقدان الشغف و المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها.
  • الإصابة إما بالأرق أو كثرة النوم.
  • سيطرة حالة من القلق من كل شيء مع تباطؤ في التفكير والتحدث.
  • الشعور بالذنب أو إنعدام القيمة أو تركيز التفكير على الإخفاقات الماضية أو لوم النفس على الأشياء غير المسئولة عنها.
  • صعوبة اتخاذ القرارات وتذكر الأشياء.
  • تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار أو محاولات الإقدام عليه.

 

يمكنك معرفة التأثير السلبي و الإيجابي لمشاهدة التلفزيون على الأطفال و على سلوكهم و قيمهم بالضغط هنا

 

ثالثًا: كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب الموجود في الأسرة

 

– الاطلاع

تبدأ الخطوة الأولى في المساعدة بمعرفة أبعاد المرض نفسه وأعراضه وطرق علاجه وقراءة كل ما تقع يديكِ عليه من معلومات يمكنها أن تجعلك مُلمة بالمرض وحالة المريض، وقراءة تجارب مرضى سابقين فإنهم يتحدثون عن تجربة ووقت طويل من العلاج ويكشفون لكِ عما يشعر به المريض بداخله.

 

– الإنصات له

بداية عليك الإنصات الجيد للمريض ولما يدور في داخله، وعليك تقدير صراحته وأنه كشف لك عن أسباب اكتئابه فـ مريض الاكتئاب قلما يبوح بما في داخله لأحد، فإذا فعل فاعلم أنك شخص مميز لديه فلا تجعله يندم على تلك المصارحة وإلا تدهورت حالته.

 

– لا تحاصره

لا يحب مريض الاكتئاب أن يشعر أنه محاصر ومقيد فإن ذلك سيجعله يشعر بأنه سجين و يوجد من يحاصره في كل مكان، بل يود أن يشعر بالرفق به دون شعور بالدونية أو الحصار في كل مكان.

 

– لا تعامله كمجنون

من الأخطاء الشائعة في التعامل مع مريض الاكتئاب وصفه على أنه مجنوناً، و ذلك بالطبع يؤدي إلى التدهور السريع للحالة بشكل خاص إذا كان ذلك منظور المقربين له، فهو ينتظر منهم الدعم وليس السخرية.

 

– الوضوح

أقصر الطرق للتقرب من مريض الاكتئاب هو الوضوح في التعامل معه، ويجب عليكِ التوقف لدقائق لتكوني واضحة مع نفسك كذلك، فهل سبب تقديم المساعدة هو أنك تخجل منه أم شفقة أم تريد شفائه حقًا، فإذا كنتِ تريدين شفائه حقاً، فعليكِ الاستماع له ثم تبدأين في إيجاد حل لمشاكله التي تسببت في اكتئابه.

 

تعرفي على كيف يمكنك المحافظة على أسرتك عند سفر الأب ؟ بالضغط هنا

 

رابعًا: كيف أقنع مريض الاكتئاب بالعلاج؟

عادة ما لا يدرك مرضى الاكتئاب مرضهم، أو يعرفون و يشعرون بالخجل من اكتئابهم ويعتقدون أنهم قادرون على التغلب عليه بقوة الإرادة وحدها دون علاج، وهو نادرًا ما يحدث وهنا تقع عليكِ مسئولية إقناع المريض بأهمية العلاج ومساعدتهم من خلال الأفكار التالية..

  • المصارحة بأن الاكتئاب مرضاً وله علاج فهو حالة طبية، وليس عيبًا أو ضعفًا شخصيًا ويمكن علاجه بالدواء الصحيح.
  • التشجيع على طلب المساعدة من أخصائي نفسي أو طبيب استشاري.
  • عرض نماذج استطاعت التغلب على الاكتئاب وقصص نجاحاتهم بشكل غير مباشر.
  • المساعدة في توفير قائمة ومواعيد العلاج التي تتناسب معه وتشجيع الأسرة له وعدم معاملته كمجنوناً ولكن كمريض يحتاج لعلاج.
  • إذا تفاقمت الحالة إلى حد محاولة الانتحار فيجب عليكِ التواصل مباشرة مع المساعدة الطبية المتخصصة من خلال اختصاصي أو مشفي متخصص.

 

المرأة العاملة ، بين العمل و البيت و العائلة

 

في النهاية يجب علينا التأكيد على أن التعامل مع مريض الاكتئاب يجب أن يكون بحذر و بناءاً على علم و طرق علمية حتى لا يزداد الطين بلة و يزداد اكتئابه/ا، كما يجب أن يشعر بجو عام من الاهتمام و الحب من الأسرة و الأصدقاء حتى يستطيع التغلب على مرضه.

 

اترك رد